محمد فكراوي: قال المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر بشكل مباشر على الأداء الدراسي للأطفال، مؤكدا أن 42% من الشباب الذين يستخدمون الشاشات بشكل مفرط يعانون من تراجع تحصيلي واضطرابات في التركيز وتقليص الوقت المخصص للدراسة.
وحذّر المجلس، في تقرير له، من أن الإدمان على الإنترنت قد يؤدي إلى الرفع من نسب الهذر الدراسي وكذا العزلة الاجتماعية والسلوكيات الإدمانية التي تزيد من صعوبات التعلم.
وبعدما أشار إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول على الشبكات الرقمية يهملون واجباتهم المدرسية، أبرز التقرير أن مخاطر الإدمان الرقمي لا تتوقف عند التأثير الأكاديمي، بل تمتد إلى الصحة النفسية والجسدية للأطفال، حيث يؤدي الاستخدام المفرط للإنترنت إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب وحتى محاولات الانتحار، ناهيك عن إهمال الاحتياجات الأساسية، مثل النوم والتغذية.
وبلغة الأرقام، كشف التقرير أن 40% من الأطفال يشاركون بياناتهم الشخصية مع غرباء، بينما لا يدرك 30% منهم الحدود الفاصلة بين ما يمكن مشاركته وما يجب الاحتفاظ به، في حين أن ثلث الشباب يتعرضون للتنمر الإلكتروني، مما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
محذرا من أنه وبالرغم من المخاوف المتزايدة لدى 79% من الآباء بشأن تأثير الإنترنت على أطفالهم، إلا أن نسبة استخدامهم لأدوات الرقابة الأبوية لا تتجاوز 11.4%، حيث يعتمد معظمهم على المراقبة المباشرة، وهي وسيلة غير كافية لحماية الأطفال من المخاطر الرقمية المتنامية، يؤكد ذات المصدر.
ولتجاوز هذه المخاطر، أوصى المجلس بتشديد الإطار القانوني لحماية الأطفال، عبر تحديد سن أدنى لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وإلزام المنصات الرقمية باتخاذ تدابير وقائية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين السلطات العامة والشركات الرقمية، كما دعا إلى دمج التعليم الرقمي في المناهج الدراسية، والتوعية بمخاطر الإنترنت، مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لرصد المحتويات الضارة، وتقديم تقرير سنوي للبرلمان حول حماية الأطفال في الفضاء الرقمي.