محمد فكراوي: في خطوة مفاجئة، بدأت الأبناك الفرنسية الانسحاب تدريجيا من السوق المالية المغربية، مثيرة تساؤلات عديدة حول أسباب هذا التحول في استراتيجياتها.
وفي تفسيره لهذا التطور، أشار المحلل الاقتصادي عبد الخالق التوهامي إلى أن كلا من البائع والمشتري يسعى لتحقيق سلوك أمثل في علاقاتهما المالية.
وأضاف التوهامي، في تصريح ليومية “العلم”، أن الأبناك الفرنسية لم تعد تحقق الأرباح المنتظرة، خاصة في ظل المنافسة القوية التي تفرضها الأبناك المغربية التي نجحت في تعزيز تمركزها المالي.
وأوضح التوهامي أن الأبناك الفرنسية لم تعتمد على سياسة القرب من الزبون، وهو ما جعلها تفقد جزءا من السوق المغربية لصالح البنوك المحلية، كما أنها لم تتمكن من تكييف استراتيجياتها مع متطلبات السوق المغربي، ما عجل بخروجها من السوق بعد أن فشلت في مواكبة تغيرات سلوك العملاء واحتياجاتهم.
وتابع المحلل الاقتصادي بأن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على المغرب فقط، بل تمت ملاحظتها أيضا في بعض الدول الإفريقية الأخرى، حيث تمكنت الأبناك المغربية من فرض نفسها بقوة على حساب الأبناك الفرنسية التي بقيت تعتمد على نفس الأساليب التقليدية في التعامل مع الزبائن.
من جهة أخرى، أفادت مصادر مطلعة على السوق المالية أن استراتيجية التوسع القاري التي انتهجتها الأبناك المغربية، عبر عمليات الاستحواذ والابتكارات، مكنت هذه الأخيرة من تعزيز مكانتها في السوق الإفريقي، على عكس نظيرتها الفرنسية الموجهة بشكل أساسي لدعم المستثمرين الفرنسيين، مما أثر على قدرتها على التوسع في الأسواق الجديدة.