أكد الوزير الأول الأسبق لمالي، موسى مارا، اليوم الأربعاء بالرباط، أن المغرب يشكل “نموذجا ومثالا للنجاح”، لا سيما في مجالات الطاقات المتجددة، والتدبير الإستراتيجي للماء، والرقمنة.
وقال السيد مارا، في كلمة خلال حفل اختتام نسخة 2025 من “مؤتمر النمو العالمي”، المنظم بمبادرة من معهد “أماديوس”، أن المملكة تقدم العديد من النماذج التي يمكن أن تشكل مرجعا يحتذى به بالنسبة لإفريقيا.
ودعا، في هذا السياق، إلى تهيئة الظروف الكفيلة بالاعتراف بهذا التميز وتعميمه، وخاصة تطبيقه في الخارج.
من جهة أخرى، أبرز السيد مارا الروابط التي تجمع المغرب بمختلف التجمعات الاقتصادية الإقليمية، معربا عن أمله في إعادة تفعيل “مشروع الشراكة بين المغرب والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)”، الذي يعد “نموذجا لشراكة مثمرة”.
وأضاف أن هذا المشروع “من شأنه أن يجسد مبادرات ملموسة، خاصة في مجال البنيات التحتية المشتركة”.
من جانبه، أكد الوزير الأول السابق لجمهورية ساو تومي وبرينسيب، باتريس إيمري تروفوادا، أن المغرب يعد بلدا مرجعيا في مجال النمو، والتصنيع، وتكوين الرأسمال البشري، مشيدا بالدبلوماسية الاقتصادية للمملكة ورؤيتها الإستراتيجية.
واستعرض السيد تروفوادا ثلاث أولويات أساسية للتحول الاقتصادي بإفريقيا، والتي تتمثل في الرقمنة، والسلطة المحلية واللامركزية، وإرساء شراكات على مختلف المستويات.
وأوضح أن هذه المحاور تندرج ضمن رؤية للتحول الهيكلي للقارة تروم رفع التحديات التي تعيق التنمية، مع الحرص على تثمين المؤهلات الخاصة لإفريقيا.
من جهته، اعتبر الكاتب العام لوزارة الاقتصاد والمالية في مدغشقر، أندري رامانامبانوهرانا، أنه يجب التفكير بصورة جماعية في هذه المشاريع الطموحة من أجل إفريقيا قوية.
وقال إن “هذا الوضع يقودنا إلى طرح إشكالية تمويل النمو”، مشددا على الآليات المتاحة لدعم التنمية الاقتصادية للقارة.
واختتمت أشغال هذا المؤتمر، الذي نظم تحت شعار “تمويل النمو، وتشكيل الانتقال الطاقي”، بتقديم خارطة طريق الرباط، التي تمت بلورتها عقب نقاشات معمقة بين أزيد من 700 من صناع القرار الاقتصادي والسياسي من أكثر من 50 دولة.
وتروم هذه الوثيقة الطموحة، ذات الطابع الاستراتيجي والعملي، المساهمة في تحويل التحديات الراهنة إلى فرص للنمو الشامل والمستدام لفائدة إفريقيا.