محمد فكراوي: لعب المغرب دورا محوريا في تمهيد الطريق أمام الموريتاني سيدي ولد التاه للوصول إلى رئاسة البنك الإفريقي للتنمية، لتحسم بذلك الرباط واحدة من أبرز المعارك الدبلوماسية داخل القارة هذا العام.
فمنذ بداية السباق، تحركت الرباط بهدوء وثقة، واضعة خبرتها الإفريقية وعلاقاتها المتينة مع عدد من العواصم الإفريقية في خدمة ترشيح الموريتاني ولد التاه. ل
كن لحظة الحسم جاءت في الجولة الثانية من التصويت، حين أظهر المغرب قدرته على إحداث تحول نوعي في المشهد الانتخابي، حين استطاع إقناع عدة دول إفريقية كانت قد منحت أصواتها في الجولة الأولى لمرشح السنغال، بالتحول نحو دعم المرشح الموريتاني.
كما أن الدبلوماسية المغربية لم تعتمد فقط على الخطاب، بل تحركت عبر قنوات متعددة، سياسية واقتصادية، مستثمرة ثقة الشركاء التقليديين للمغرب داخل القارة، والذي كان أحد العناصر الأساسية في تحقيق ولد التاه لنسبة 68.42% من الأصوات الإفريقية، و منحه الأفضلية اللازمة لتولي هذا المنصب الرفيع.
لتنتهي معركة البنك الافريقي للتنمية بترسيخ صورة المغرب كفاعل إقليمي قادر على التأثير في موازين القرار الإفريقي، وتأكيد حضوره كمحور استراتيجي في غرب القارة وعمقها جنوب الصحراء.