محمد فكراوي: تتجه بورصة تونس نحو إدراج ثلاث شركات جديدة خلال العام الجاري أو مطلع العام المقبل، من بينها نادي الترجي الرياضي، الذي يعتزم طرح 30% من رأسماله في السوق المالية بهدف تمويل مشاريع في البنية التحتية الرياضية، في خطوة غير مسبوقة من ناد رياضي في المنطقة المغاربية.
ووفق ما كشفه بلال سحنون المدير العام للبورصة التونسية، على هامش مؤتمر اتحاد أسواق المال العربية، فإن السوق المالية التونسية ما تزال محدودة، ولا تتجاوز قيمتها السوقية 10 مليارات دولار، كما أن مساهمتها في تمويل الاقتصاد لا تتعدى 10%، لكنه أكد أن هذه الخطوة من الترجي يمكن أن تفتح الباب أمام شركات ونوادي أخرى لولوج السوق المالية.
التحول الذي يشهده نادي الترجي يفتح الباب واسعا أمام تساؤل مشروع: متى تقدم الأندية المغربية، وفي مقدمتها الوداد والرجاء، على خطوة مماثلة؟
فهذه الأندية، التي تعاني من ضغوط مالية مزمنة، تملك قاعدة جماهيرية واسعة ومكانة تاريخية يمكن أن تتحول إلى قوة استثمارية، إذا ما توافرت لها الإرادة السياسية والأطر القانونية المناسبة لدخول بورصة الدار البيضاء.
ولئن كانت البنية القانونية المغربية تتيح مبدئيا إدراج الشركات الرياضية في البورصة، فإن غياب الإصلاحات الجذرية في طرق التسيير والشفافية المالية يظل العائق الأكبر أمام هذه الخطوة، كما أن تجارب التسيير السابقة لأغلب الأندية المغربية، القائمة على دعم المجالس المنتخبة والرعاية المحدودة، لا تؤهلها بعد لخوض غمار الأسواق المالية بثقة المستثمرين.
لذلك، قد يشكل المثال التونسي حافزا لصناع القرار في المغرب لتحديث البنية الرياضية والقانونية، تمهيدا لتفعيل تحويل الأندية إلى شركات مساهمة قابلة للإدراج في السوق، وبالتالي فتح الباب أمام الجماهير والمستثمرين لامتلاك حصص في الأندية مما قد يشكل خطوة حاسمة نحو الاستقلال المالي وتحقيق الاستدامة في القطاع الرياضي.