محمد – ف: في قلب الخليج العربي، حيث يشتد التنافس وتدار الصفقات الكبرى بين عمالقة الاستثمار العقاري، يسطع، مؤخرا، اسم غزلان الكراوي، المستشارة العقارية المغربية التي اختارت أن تخوض هذا الميدان الصعب بثقة وطموح.
نشأت الكراوي في المغرب، متشبعة بقيم المثابرة والتعلم، حيث تابعت دراستها العليا لتحصل على ماجستير في علم النفس السلوكي.
غير أن ميولها لم تتوقف عند حدود المعرفة النظرية، بل دفعتها نحو عالم المال والأعمال، واختارت المجال العقاري في دولة الإمارات، أحد أكثر الأسواق تنافسية وتعقيدا في المنطقة.
عندما غادرت غزلان الكراوي المغرب، لم تكن تحمل فقط حقيبة مليئة بالأحلام، بل أيضا إرادة لا تلين، جعلتها لا تنتظر أن تفرش لها الطرقات بالورود، بل اختارت أن تمهد لنفسها الطريق وسط سوق عقاري شرس، لا يعترف إلا بالأقوياء.
وفي بداية مشوارها، خاضت غزلان التحدي بأسلوبها الخاص، فأسست مشاريع صغيرة اعتمدت فيها على فهم دقيق لحاجيات السوق المحلية، وابتكار حلول عقارية تواكب متطلبات العصر، قبل أن تتمكن بذكاء فطري ومهنية عالية، من كسب ثقة أسماء وازنة في الخليج، من شيوخ وأمراء ومستثمرين، الذين وجدوا فيها شريكا موثوقا يقدم ما يتجاوز الأرقام إلى بناء علاقات مبنية على الشفافية والاحترام المتبادل.
لكن نجاح غزلان الكراوي لم يتوقف عند الجانب المهني فحسب، فقد برزت أيضا كوجه إنساني فاعل، حيث انخرطت في عدد من المبادرات الخيرية التي طالت الأيتام وأصحاب الهمم والأسر المنتجة، فكانت مشاركاتها في فعاليات مثل أنشطة مركز راشد لأصحاب الهمم ودار المسنين بدبي دليلا على التزامها الاجتماعي الذي يسير جنبا إلى جنب مع طموحها المهني.
هذا الحضور المجتمعي سيتوج غزلان بتكريمات عديدة، كان أبرزها خلال ملتقى “أنتِ سيدة مجتمع 2022” الذي نظم تحت رعاية الشيخة مهرة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، إضافة إلى تتويجها بلقب “امرأة 2023” ومنحها لقب “سفيرة سلام” اعترافا بجهودها في خدمة القضايا الإنسانية.
هذه الرحلة جعلت غزلان الكراوي أكبر من مجرد مستشارة عقارية ناجحة، بل صورة مشرقة للمرأة المغربية والعربية التي تتقن المزج بين المهنية العالية والالتزام الإنساني، لتقدم نموذجا ملهما لمن يعتقد أن طريق النجاح يبدأ من الداخل قبل أن يصل إلى القمة.