نظّمت مفتشية حزب الاستقلال بالرباط، بشراكة مع فرع حسان لمنظمة المرأة الاستقلالية، أول أمس الخميس 29 ماي الجاري بالمركز العام للحزب بالرباط، ندوة علمية وفكرية تحت عنوان “القضية الوطنية في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية”، وذلك بحضور نوعي ومكثف لأطر ومناضلات ومناضلي الحزب، ونخبة من الأساتذة الجامعيين والخبراء في القانون والعلاقات الدولية والدراسات الإسبانية.
كما تميز هذا اللقاء بالحضور الوازن لأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، كل من عبد الجبار الرشيدي، رئيس المجلس الوطني للحزب وكاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، نعيمة بن يحيى، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، خاليد لحلو، رئيس رابطة الأطباء الاستقلاليين، عبد الحفيظ أدمينو، إلى جانب مشاركة عبد الواحد الفاسي رئيس لجنة الأخلاقيات والسلوك.
وقد افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية لعبد السلام البكاري المفتش الإقليمي للحزب بعمالة الرباط، إلى جانب كلمة تقديمية لنوال قاسمي، كاتبة فرع حسان لمنظمة المرأة الإستقلالية والباحثة في العلاقات الدولية، التي عبّرت من خلالها عن شكرها وامتنانها للمشاركين والحضور، مؤكدة على أهمية هذا اللقاء في دعم النقاش الوطني حول قضية الوحدة الترابية للمملكة، باعتبارها قضية سيادية محورية ترتكز على شرعية تاريخية ومشروعية قانونية راسخة، في سياق دولي يتسم بتغيرات استراتيجية متسارعة.
وشهد اللقاء سلسلة من المداخلات الغنية، التي قاربت موضوع القضية الوطنية من زوايا متعددة، حيث تطرقت مداخلة الأخ عبد الواحد الفاسي رئيس لجنة الأخلاقيات والسلوك إلى القضية الوطنية من منظور القوى الوطنية التاريخية، وربطها بسياقات التغيرات الجيوسياسية الراهنة.
فيما استعرضت مداخلة عبد الحافظ أدمينو عضو اللجنة التنفيذية للحزب والأستاذ الجامعي الأسس القانونية لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل، مسلطًا الضوء على قوة المشروع في ضوء القانون الدولي.
كما قدم سعيد الصديقي، أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، عرضًا حول الترافع الأكاديمي الدولي عن قضية الصحراء، من خلال نموذج النشر المفهرس والجهود العلمية المواكبة للدبلوماسية الرسمية.
فيما تناولت مداخلة الأستاذ عبيد الحليمي، الدكتور في القانون العام والدراسات السياسية، موضوع “آثار التحولات الجيوسياسية العالمية على القضية الوطنية”، مشيرًا إلى التحديات والفرص التي تتيحها التغيرات الجارية.
كما ركزت مداخلة عبد اللطيف أزيرار، الدكتور في الدراسات الإسبانية، على صورة القضية الوطنية في الإعلام الإسباني، مبرزًا الفروقات بين تغطية المرحلة السابقة وتوجهات حكومة بيدرو سانشيز الحالية المناصرة لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للصحراء.
واختُتمت الندوة أشغالها بمجموعة من التوصيات، من أبرزها ضرورة تعزيز التنسيق بين الفاعلين السياسيين، الأكاديميين، والإعلاميين لخدمة قضية الوحدة الترابية للمملكة، ودعم جهود الدبلوماسية الموازية والعمل على تأهيل الأطر الحزبية لخوض معركة الترافع داخل الوطن وخارجه، إلى جانب تشجيع الإنتاج العلمي والمحتوى الإعلامي المتخصص حول القضية الوطنية باللغات الأجنبية، بالإضافة إلى مواصلة تنظيم مبادرات فكرية تسهم في إشعاع القضية الوطنية وتحصين الوعي الجماعي.
وعكست هذه الندوة العلمية حرص حزب الاستقلال على مواكبة التحديات الجيوسياسية الراهنة، وإصراره على المساهمة الفعلية في تعزيز التعبئة الوطنية الشاملة، من خلال تسليط الضوء على محورية قضية الوحدة الترابية كعنوان للسيادة، والانخراط في مسارات الترافع المستمر عن عدالة القضية المغربية في مختلف المحافل.