محمد فكراوي: عادت مدينة الجديدة لتحتضن فعاليات منتدى البحر الذي بات تقليدا سنويا يجمع بين الفاعلين المؤسساتيين والخبراء والفنانين وكل من يحمل هاجس حماية المحيطات.
الدورة المنعقدة تحت شعار “البحر، مستقبل الأرض”، عرفت حضورا وزاريا ورسميا وازنا، في مقدمتهم وزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي، وعامل الإقليم امحمد عطفاوي، ومشاركة فرنسا كضيف شرف أضفى على الحدث بعدا دوليا، وجسد الرغبة في توطيد التعاون البيئي بين الرباط وباريس.
و في كلمة، شدد مهدي العلوي المدغري، مؤسس المنتدى، على أن البحر لا ينبغي أن يبقى على هامش السياسات العمومية، بل يجب أن يدرج في صلبها.
من جانبه، شدد السفير المغربي في واشنطن، يوسف العمراني، على أهمية الرهان على التعاون الأطلسي كرافعة تنموية جديدة، مستعرضا رؤية المغرب بقيادة الملك محمد السادس، لبناء شراكات جنوب-جنوب فاعلة وشاملة.
أما القنصل العام الفرنسي بالدار البيضاء، باسكال تريمباش، فقد استغلت المنصة لتسليط الضوء على ما وصفته بالمساهمة الريادية للمغرب في التحضير لمؤتمر نيس الدولي حول المحيطات، مؤكدة أن التحديات التي تواجه البحر اليوم تستدعي التزاما جماعيا من الدول البحرية الكبرى، واعتبرت المغرب وفرنسا نموذجًا للتعاون المؤسساتي في هذا المجال.
بينما لم يفت عامل إقليم الجديدة أن يذكر بثروات المنطقة البحرية، مشيرا إلى الساحل الممتد على 145 كيلومتر وما يحتويه من تنوع بيولوجي، بالإضافة إلى الميناء الصناعي الجرف الأصفر كمحور اقتصادي أساسي، داعيا إلى حماية هذا التراث الطبيعي من الأخطار المتزايدة التي تهدده، من تغير مناخي وتلوث وصيد عشوائي، مشددا على ضرورة بناء نموذج اقتصادي أزرق متوازن وشامل.
للتذكير فالمنتدى، في دورته الحالية، اختار أن يتمحور حول ستة عناوين كبرى، من بينها الغذاء والصحة، والسياسات البيئية، والتجارة المستدامة، والابتكار، كما لم يغفل الجانب الثقافي، حيث يتضمن البرنامج معارض وورشات فنية وعروض أفلام، لتكون الرسالة البيئية موجهة للعقل والوج
دان معا.