إعداد: محمد فكراوي-سمية الريفاوي-فاطمة برادة
يحتفل العالم اليوم 8 مارس، باليوم العالمي للمرأة، وهي فرصة لاستحضار نساء مغربيات كتبن اسمهن في التاريخ في مجالات مختلفة.
أسماء ستبقى راسخة في تاريخ المغرب، بفضل انجازاتهن الشخصية، تعرفوا عليهن عبر جريدة إيكو30:
نزهة حيات.. رائدة الإصلاح المالي وواجهة القيادة النسائية في المغرب
في فضاء المال والأعمال، حيث تتطلب القيادة رؤية استشرافية وحسّا إصلاحيا، برز اسم نزهة حيات كواحدة من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في النظام المالي المغربي، إذ منذ تعيينها رئيسة للهيئة المغربية لسوق الرساميل عام 2016، وهي تقود مجموعة من الإصلاحات الرامية إلى تعزيز الشفافية وحماية المستثمرين، وترسيخ دور الأسواق المالية في دعم التنمية الاقتصادية.
وُلدت نزهة حيات عام 1963 في الدار البيضاء وبها تلقت تعليمها الأساسي، قبل أن تواصل دراستها العليا في فرنسا، التي حصلت بها على ماجستير في إدارة الأعمال من مدرسة إسيسك.
بدأت مسيرتها المهنية في مؤسسات مالية إسبانية، قبل أن تعود إلى المغرب عام 1995 للالتحاق بـالشركة العامة بالمغرب، حيث ارتقت في سلم المسؤوليات إلى أن أصبحت أول امرأة تلتحق بمجلس إدارة بنك مغربي عام 2007.
لم تكن حيات مجرد مصرفية، بل شخصية قيادية سعت إلى كسر القيود المفروضة على النساء في عالم المال. ففي عام 2012، أسست جمعية سيدات الأعمال بالمغرب لدعم حضور المرأة في المناصب التنفيذية، كما لعبت دورا دوليا بارزا عبر رئاستها اللجنة الإقليمية لإفريقيا والشرق الأوسط التابعة للمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية، معززة مكانتها كإحدى النساء الأكثر تأثيرا في الأسواق المالية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
اليوم، تقود نزهة حيات الهيئة المغربية لسوق الرساميل برؤية إصلاحية تعتمد على تعزيز جاذبية السوق المالية، تحديث الأطر القانونية، وضمان حماية المستثمرين، مستفيدة في ذلك من خبرتها الطويلة وإدارتها الصارمة، التي جعلت منها نموذجا للمرأة المغربية الطموحة التي تكسر القيود، وتعيد رسم حدود النجاح في عالم المال والأعمال
نزيهة بلقزيز.. أول امرأة على رأس البنك الشعبي المركزي
شكل يوم الثلاثاء 5 نونبر 2024، لحظة تاريخية في عالم المال والأعمال، عندما انتدب المجلس الإداري للبنك الشعبي المركزي السيدة نزيهة بلقزيز عضوا في المجلس وعينها رئيسة مديرة عامة لتصبح أول امرأة تقود مؤسسة مصرفية بالمغرب.
رأت نزيهة بلقزيز النور في الرباط، ودرست في ثانوية ديكارت التابعة للبعثة الفرنسية، قبل أن تكمل تعليمها العالي في فرنسا والمغرب، حيث حصلت على ماجستير في العلوم الإدارية من جامعة باريس دوفين، ودكتوراه في علوم الإدارة من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إلى جانب شهادة في الدراسات المالية والمحاسبية من المعهد الوطني للفنون والمهن في باريس.
أما رحلتها المهنية فانطلقت عام 1992 من البنك التجاري المغربي، حيث تدرجت في مناصب استراتيجية، من تمويل الاستثمار والعقارات والسياحة إلى إدارة العلاقات مع الشركات الكبرى، وصولا إلى الإشراف على التسويق والاتصالات وإدارة سوق المقاولات الصغيرة والمتوسطة.
وفضلا عن ذلك كانت نزبهة بلقزيز عضوا في مجلس إدارة شركة “طوطال إنيرجي التسويق المغرب”، ومستشارة مالية لعدة شركات بارزة.
قبل ان تتوج هذا المسار المهني الحافل، بالوصول إلى قمة البنك الشعبي المركزي، وتتحمل مسؤولية قيادة المؤسسة في مرحلة جديدة، يتوقع أن تضع خلالها بصمتها في تطوير الاستراتيجية المصرفية وتعزيز الابتكار المالي للبنك السعبي.
علما ان مسيرتها المهنية لم تكن مجرد صعود وظيفي، بل حملت بصمة فكرية أيضا، إذ نشرت عام 1999 كتابا حول الخوصصة وسوق الأوراق المالية في المغرب، طرحت فيه رؤيتها و أفكارها لقطاع المال والأعمال.
هكذا إذن أثبتت نزيهة بلقزيز أنها ليست مجرد اسم انضاف لقائمة القيادات المصرفية، بل نموذج ملهم للتحول والتغيير، ورسالة واضحة بأن الكفاءة والجدارة هما مفتاح القيادة في مغرب اليوم.
نبيلة الرميلي:أول امرأة تتولى منصب عمدة الدار البيضاء
في 20 شتنبر 2021، اُنتخبت نبيلة الرميلي عمدة للدار البيضاء، عن حزب التجمع الوطني للأحرار. وبذلك تعد أول امرأة تتولى منصب عمدة الدار البيضاء والمرأة الثالثة التي تفوز بعمادة المدن المغربية، بعد أسماء غلالو العمدة السابقة لمدينة الرباط، وفاطمة الزهراء المنصوري عمدة مدينة مراكش.
في 7 أكتوبر 2021، أعلن الملك محمد السادس عن الحكومة جديدة برئاسة عزيز أخنوش بعد انتخابات 2021، وقد قُلدت نبيلة الرميلي منصب وزيرة الصحة والحماية الاجتماعية، لكنها طلبت إعفاءها من مهام الوزارة وذلك من أجل أن تتفرغ لمهماتها كرئيسة لمجلس مدينة الدار البيضاء،
وتجدر الإشارة إلى أن نبيلة الرميلي، عضوة المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار٬متزوجة من توفيق كميل، وهو عضو زميل في حزب”الحمامة” ونائب في البرلمان ولديها طفلان.
اسم نبيلة الرميلي تكرر كثيرا، في مدينة الدار البيضاء، أثناء إدارتها لأزمة فيروس كورونا المستجد، في العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، بصفتها في تلك المرحلة مديرة جهوية للصحة بجهة الدارالبيضاء- سطات؛ دون أن ننسى أنها شغلت منصب نائبة عمدة الدارالبيضاء المكلفة بحفظ الصحة في الولاية السابقة.
وبالنسبة لمسارها الدراسي٬ حصلت نبيلة الرميلي، على الدكتوراه في الطب العام بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، سنة 2000، وعينت كطبيبة بمستعجلات المستشفى الإقليمي لوزان وطبيبة بفضاء صحة الشباب بعمالة مقاطعات الدار البيضاء آنفا.
وعينت من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار، منسقة إقليمية للحزب، ورئيسة الجمعية المغربية للتضامن والكاتبة العامة لجمعية “جود” للتضامن، وكانت عضوة بمجلس مقاطعة سباتة لولايتين سابقتين.
ومن خلال منصبها، تسعى نبيلة الرميلي إلى تعزيز التنمية المحلية وتحقيق التوازن بين الحضرية والبيئة، مع التركيز على تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية. تعكس قيادتها قوة المرأة في السياسة، كما تعد نموذجاً في مجال التغيير الاجتماعي والاقتصادي للعاصمة الاقتصادية.
لقد عملت الرميلي على زيادة مشاركة المرأة في مختلف المجالات، سواء من خلال دعم المبادرات التي تعزز من وضع المرأة في العمل السياسي والاجتماعي، أو من خلال تشجيع الشباب على المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات التي تؤثر في مجتمعاتهم.
بمناسبة 8 مارس، يوم المرأة العالمي، تجسد نبيلة الرميلي مثالاً حيًا للمرأة المغربية القوية والطموحة التي تسعى لتحقيق التغيير الإيجابي وتقديم نموذجٍ يحتذى به في السياسة والقيادة.
أمال مساندة: أول امرأة تعتلي منصب رئاسة مجلس الموثقين بجهة الدار البيضاء
تعد أمال مساندة، أول امرأة تتولى منصب رئاسة المجلس الجهوي لموثقي الدار البيضاء، وهي شخصية ملهمة وقيادية في مجال التوثيق القانوني.
تتمتع أمال بخبرة واسعة في مجال التوثيق، ونجحت في تفعيل دور المرأة في هذا المجال الذي كان تقليديًا محصورًا في الرجال. من خلال قيادتها للمجلس الجهوي، تسعى السيدة أمال إلى تعزيز العدالة والمساواة بين الموثقين، وتهتم بتطوير ممارسات العمل القانونية بما يتماشى مع أفضل المعايير العالمية.
يعد انتخابها أول امرأة لرئاسة مجلس الموثقين في الدار البيضاء إنجازًا كبيرًا في حد ذاته، حيث استطاعت أمال أن تضع بصمتها في مجال غالبًا ما كان يُنظر فيه إلى الرجال كقادة لهذا القطاع. وبفضل إصرارها، أصبحت مثالًا يحتذى به للكثير من النساء الطامحات في التميز في مجالاتهن.
إنها بحق نموذج من القوة والإصرار، وتستحق اليوم الاحتفاء بها وبإنجازاتها العظيمة في مجال عملها، فضلاً عن إلهامها للمزيد من النساء اللواتي يسعين لإحداث فرق في المجتمع.