محمد فكراوي: شرع المغرب، منذ مدة، في اتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال الأمن المائي، عبر إطلاق مشاريع كبرى لنقل المياه من مناطق الشمال الغنية بالموارد إلى المناطق الوسطى والجنوبية التي تعاني من نقص حاد.
وفي هذا الإطار، تم تشغيل 17 منشأة مخصصة لتحويل المياه بين الأحواض، قادرة اليوم على نقل ما يقارب 1.2 مليار متر مكعب سنويا، ما يبرز حجم الاستثمار الذي تبذله الدولة لتقوية منظومة الموارد المائية ومجابهة التقلبات المناخية وآثار الجفاف.
وتمر هذه المشاريع حول محورين أساسيين: الأول يربط بين حوض سبو وأبي رقراق، ويتوقع أن يوفر نحو 800 مليون متر مكعب من المياه سنويا، بمعدل تدفق يناهز 45 متر مكعب في الثانية، أما المحور الثاني فيمتد من سد سيدي محمد بن عبد الله إلى سد المسيرة، عبر نهر أم الربيع، بقدرة تدفق تصل إلى 30 متر مكعب في الثانية.
وقد دخلت المرحلة الأولى من هذا المخطط حيز التنفيذ فعليا، حيث تمكنت من ضخ 450 مليون متر مكعب من مياه سبو نحو منطقة أبي رقراق، وذلك اعتمادا على بنية تحتية ثقيلة تشمل أنابيب فولاذية تمتد على مسافة 67 كيلومتر، بقطر يصل إلى 3.2 أمتار، مدعومة بمحطتين لضخ المياه.
ومن المنتظر أن تساهم هذه المشاريع في تأمين حاجيات مدن كبرى كالعاصمة الرباط والدار البيضاء ومراكش من الماء الصالح للشرب، إلى جانب دعم النشاط الفلاحي في مناطق دكالة وبني عامر وبني موسى، مما يعزز مبدأ العدالة المائية بين الجهات.
كما أن نقل المياه من الأحواض الغنية سيساهم في التخفيف من الضغط المتزايد على الفرشات المائية، لا سيما في المناطق التي تعرف استنزافا كبيرا، مثل إقليم برشيد، الأمر الذي يعزز التوجه نحو حلول أكثر استدامة وتوازنا في تدبير هذا المورد الحيوي.